شهادة خطيرة لمراقب عربي في سوريا: شاهدت جثثا محترقة ومسلوخة وأطفالا مقتولين ومنازل قصفت بالأسلحة الثقيلة




  • أنور مالك: كنت شاهدا على مشاهد مروعة لم أتمكن من منعها ورأيت جثثا عليها أثار التعذيب وبعض المراقبين قرروا غض البصر عن القناصة
  • المراقب الجزائري يتهم السلطات بارتكاب جرائم حرب.. ويؤكد: هاجموا مناطق بمجرد انسحاب البعثة منها
  • المعتقلون لم يتم الإفراج عنهم.. ومن أطلق سراحهم اختطفوا من الشوارع واحتجزوا لأيام في ظروف سيئة ثم عرضوا على البعثة وبعدها أطلقوا
  • أنور مالك: الآليات التي تم سحبها من حمص هي فقط التي حوصرت من الجيش الحر.. والقناصة في كل مكان
  • المراقب المستقيل: وجدت أناسا في حالة يرثى لها ويتعرضون للتعذيب والتجويع ومن تسوء حالتهم بشدة من التعذيب يتم تهريبهم كي لا يراهم المراقبون
دمشق- وكالات:
غادر مراقب من جامعة الدول العربية سوريا قائلا إنه كان شاهدا على مشاهد مروعة لم يتمكن من منعها واتهم السلطات بارتكاب جرائم حرب وبأنها حولت بعثة المراقبة في سوريا الى “مسرحية”. وقال أنور مالك لقناة الجزيرة: “شاهدت الباطل.. شاهدت الكذب.. شاهدت الجثث.. ما لا يمكن أصمت عليه ولذلك رأيت أن أتكلم.”
وأضاف “أنا كنت في حمص لم يتم سحب آلية عسكرية إلا الآليات المحاصرة من الجيش (السوري) الحر” في اشارة الى المجموعة التي كونها عسكريون منشقون عن الجيش السوري. ومضى يقول إن القناصة موجودون في كل مكان ويطلقون النار على المدنيين. وقال مالك وهو جزائري إنه كان يخدم النظام من خلال منحه فرصة أكبر لمواصلة القتل وانه لم يتمكن من منع ذلك.
وتمثل استقالة مالك أحدث ضربة للبعثة التي وجهت إليها انتقادات بالفعل بسبب عدم فاعليتها والتي تعرض أعضاؤها لهجمات هذا الأسبوع سواء من أنصار الأسد أو المحتجين.
وتابع مالك “الواقع مأساوي في حمص.. وهناك كارثة إنسانية.” وأضاف “أنا زرت مقر الأمن السياسي. وجدت أناسا في حالة يرثى لها ويتعرضون للتعذيب والتجويع يأكلون وجبة خفيفة في اليوم الواحد … والأشخاص الذين في حالة سيئة من التعذيب يتم تهريبهم لمناطق أخرى لا تسمح للمراقبين أن يطلعوا عليها وتم زج عسكريين وضباط مخابرات على أنهم مساجين وهذا من خلال تجربتي لأني ششمت أناسا عليهم رائحة عطور نساء فمن أين أتت هذه العطور.”
وعندما سئل مالك عن سبب استقالته أجاب أن أهم شئ هو التحلي بالمشاعر الإنسانية وأنه أمضى أكثر من 15 يوما في حمص رأى فيها مشاهد مروعة وجثثا محترقة وأنه لا يمكن تجاهل إنسانيته في مثل هذا الظرف.
وانتقد مالك رئيس بعثة المراقبة الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي من السودان الذي شككت جماعات لحقوق الإنسان في مدى ملاءمته لهذه المهمة نظرا لدوره السابق في الصراع في دارفور.
وقال مالك الذي لفت الأنظار بسبب تصريحات وضعها على موقع فيسبوك إن رئيس البعثة أراد أن يسلك مسارا وسطيا حتى لا يغضب السلطات السورية أو أي جانب اخر. وقال مالك ان النظام لم يرتكب جريمة حرب واحدة بل سلسلة جرائم ضد الشعب السوري.
وتابع: “هذه مسرحية يقوم بها النظام.. قبل أن يتم الإفراج عن المعتقلين يتم اختطاف الناس من الشوارع بصفة عشوائية ويتركون في السجون لبضعة أيام حتى تسوء حالهم.” وقال: “ثم يتم استدعاؤنا لنكمل المسرحية وبهذا يتم الإفراج عن المعتقلين أما الأشخاص الحقيقيين الذين طالبنا بهم فلم يتم الإفراج عن أي شخص.”
وقال مالك أيضا إنه رأى جثثا لعسكريين أعدموا بسبب رغبتهم في الفرار أو الانشاق. وأردف قائلا “كل الأمور فعلها النظام من أجل ربح الوقت لإغراقنا في مشاكل هامشية.”
وقال مالك انه رأى قناصة فوق أسطح المباني لكن بعض زملائه غضوا الطرف عن ذلك. وذكر أن بعض أعضاء الفريق فضلوا الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع النظام ونفوا وجود قناصة.
وقال أيضا أن السلطات أرسلت “جواسيس وضباط مخابرات” تنكروا في صور سائقين ومرافقين للمراقبين للحصول على المعلومات التي جمعوها مضيفا أنه بمجرد تركهم لمنطقة ما كانت السلطات السورية تهاجم الناس.
وأردف قوله انه رأى مشاهد مروعة مثل جثث محترقة وجثث تحمل آثار التعذيب وجثث تم سلخها وأطفال قتلى ومنازل قصفت بالأسلحة الثقيلة ودمرت. وقال إن حي بابا عمرو هو الأكثر تضررا في حمص. وتابع أنه من حين لآخر كانوا يرون شخصا يقتله قناص وانه رأى ذلك بعينيه.
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad